باب وجيز في التوحيد
  نعم، كل ما شاهدنا وعرفنا في هذا العالم هو إما حيوان أو نبات أو جماد فلا يخرج شيء مما في هذا العالم عن هذه الثلاثة الأشياء وكلها مصنوعة مقدرة محدودة والله سبحانه وتعالى {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ}[الشورى: ١١]، {لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤}[الإخلاص].
  فالواجب على المكلف أن يعرفَ اللهَ من خلال النظر في مخلوقاته بكونه موجوداً قادراً عالماً سميعاً بصيراً لا بآلة وحواس مثل الإنسان فالله منزه عن ذلك، قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧ وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ ١٨ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ ١٩ وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ ٢٠}[الغاشية]، وقال تعالى: {فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ ٥ خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ ٦ يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ ٧}[الطارق]، وقال تعالى: {أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ ٧١ وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ ٧٢}[يس]، وقال تعالى: {وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ ٣٤ لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ ٣٥}[يس].
  فقد دلنا الله سبحانه على الطريق الموصلة إلى معرفته من خلال النظر في مخلوقاته فلا يوجدها إلا قادر على جميع المقدورات، ولا يتقنها إلا عالم بجميع المعلومات، فالأشياء بقدرته ناطقة وعلى