باب وجيز في التوحيد
  صناعته المتقنة شاهدة فهو المحيط بكل شيء قدرة وعلماً، {يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ}[سبأ: ٢]، جعل لكل حيوان حياة وقدرة وإلهاماً لمصالحها، {۞وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ٥٩}[الأنعام].
  من الذي خلق الشهوة في كل حيوان لأجل التزاوج حتى يستمر النسل ويتكاثر! من الذي ألهم كل أنثى العناية التامة بصغارها! من الذي أوجد لها - أي: للصغار - الغذاء في البيض وفي بطون الأمهات إلا خالقها ورازقها سبحانه عما يقول الظالمون وتعالى عن صفة المخلوقين علواً كبيراً!
  انظر إلى قدرة الله وعلم الله وحكمته في الصغير من مخلوقاته الحية وما أودع الله فيها من الصناعة البديعة فإنك عند النظر تسبح لخالقك وخالقها ويحتار عقلك في دقة صنعتها.
  تأمل في النملة على صغر حجمها من الذي جعل لها أيد وأرجلا ومفاصل تحركها فلولا المفاصل ما تحركت في طلب معايشها؟ لها إلهام من الله لمعاشها والهروب والتخفي من عدوها، {قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ١٨}[النمل].
  لها سمع وبصر وجهاز تنفس وجهاز تناسلي ومداخل لغذائها تنام لترتاح وتستيقظ، الله عالم بها في حال