فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في الحث على المسارعة في دين الله

صفحة 110 - الجزء 1

  إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ١٩٤}⁣[آل عمران]، سبحان الله أي تصوير للأشياء النافعة أبلغ من هذا وأمثاله في كتاب الله غير أن الأمر كما قال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ٤٦}⁣[الحج].

  فشمر أيها الراغب فيما عند الله وما وعدك به واغنم هذه الحياة القصيرة الفانية ولا تفرط في أعظم ثمن عرفه الأنبياء والملائكة وهو الدين القويم فالدين ثمن الجنة، ونعيم الجنة ليس له مثيل ولا نهاية.

  فالسعيد - والله - من راجع حسابه، وفَاقَ من غفلته، وتحلى بحلية الصالحين والصابرين من طلب العلم وحضور مجالس الذكر، وطهر لقمة عيشه من الحقوق من الزكوات والمواريث والغش وغيرها، وأجاب داعي الله وحول نضريته إلى ما وراء القبر، وعلم أن الأمر كما قال رسول الله ÷: «إن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية، والضيف مرتحل والعارية مردودة» فغدًا يسفر الظلام ويخسر هنالك المبطلون، {يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُهُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ٥٢}⁣[غافر]، {يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢}⁣[الحديد]، وقد شاهدوا أعداء الله يتجرعون كأسات الإهانة ويُخاطبون بقوله تعالى: {فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ