فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في وصف الدنيا

صفحة 111 - الجزء 1

  مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ١٥}⁣[الحديد]، أعاذنا الله وجميع علمائنا الأبرار وشيعتهم الأخيار والمؤمنين والمؤمنات أجمعين، آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

في وصف الدنيا

  

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وبعد:

  سئل أمير المؤمنين # عن الدنيا وطلب السائل منه # أن يصفها فقال #: (مَا أَصِفُ مِنْ دَار أَوَّلُهَا عَنَاءٌ، وَآخِرُهَا فَنَاءٌ، فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ، مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ، وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ إلَيْهَا أَعْمَتْهُ). وقال #: (مَا خَيْرٌ بِخَيْر بَعْدَهُ النَّارُ، وَمَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، وَكُلُّ نَعِيم دوُنَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ، وكُلُّ بَلاَء دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ).

  سلام الله عليك يا أمير المؤمنين، انظر بالله عليك إلى هذه الجمل الذهبية والكواكب الدرية فهل ترى لها في كلام المخلوقين وصيفًا، أولها قوله #: (بماذا أصفها؟) يعني: أنها لا قيمة لها حتى توصف، فليست بأهل للوصف وإن كان ولا بد من الوصف فإليك بعض أوصافها: (أولها عناء) صدق سلام الله عليه، وأي عناء أبلغ