فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في وصف الدنيا

صفحة 113 - الجزء 1

  شبكات الأطماع - فتراه لا ينفك من العتاب لأهله وأولاده والتشكي منهم أنهم مهملون لحقهم وأنه قد بلي بهم فلا يدري كيف المخرج، وعلى ذلك يستمر حتى ملهم وملوه وكرههم وكرهوه يأنس بمجالسة البعيد ويتأذى من دنو القريب، له معاملات مع الآخرين يتحير في الخلوص منها فكره وكاد أن ينفذ من أجلها صبره، يخاف على بياناته وعلى ما في يده أشد من خوف الأم على مهدها، وعلى هذا تمضي أيامه في بداية أمره وفي أفضل أيام عمره.

  ثم قال #: (وآخرها فناء) شبيه من يصعد إلى قمم الجبال الشاهقة ثم يبتدئ بالنزول ففي بداية النزول يصحبه صاحبان لا يفارقانه، إحداهما الفترة، والأخرى الضجرة، فلا رغبة له في شيء من ملاذ الدنيا إذا جلس وحده يحب أن يكون بين جماعة، وإذا اجتمع بآخرين يحب أن يكون وحده، وكل واحد من العائلة يتجنب مجالسته قد ملهم وملوه وكرههم وكرهوه.

  ثم قال #: (حلالها حساب) إنا لله وإنا إليه من الراجعون كيف المخرج للفقراء المعدمين فما بالك بأهل التجارة المتغافلين؟! وهل بقي عذر لأحد بعد قول الله تعالى: {فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨}⁣[الزلزلة]، وقول رسول الله ÷: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت».