فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في وصف الدنيا

صفحة 114 - الجزء 1

  فكيف المخرج إذا بدا على مكلف يوم القيامة في صحيفته حق لمخلوق وقد تجاهل عنه وظلمه فلا ندم ينفع ولا توبة تقبل كم قد خطر على بال صاحبه ويقول: سوف أتخلص منه اليوم أو غداً أماني كاذبة ووعود خداعة، لا حول ولا قوة إلا بالله.

  ثم قال سلام الله عليه: (وحرامها عقاب) نعوذ بالله من الوقوع في مزالق الحرام، فالشيء بضده يعرف يقول رسول الله ÷: «لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة».

  نعم، عاقبة الحرام العقاب بالنار والخلود في جهنم وبئس القرار، وكما في الحديث: «يكاد الناس أن ينقصوا حتى لا يكون شيءٌ أحب إلى امرئٍ مسلمٍ من أخٍ مؤمنٍ أو درهمٍ من حلالٍ، وأنى له به».

  ولم يفصل # بين كثير ولا قليل في قوله (حرامها عقاب) قال رسول الله ÷: «من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار» قيل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: «وإن كان قضيباً من أراك». حتى قال ذلك ثلاثًا.

  ثم قال #: (من غني فيها فتن) وأي مصيبة أعظم من فتنة الغنى فالغنى ينتج عنه البطر والأشر، انظر بالله عليك في أسر الفقراء وأسر الأغنياء في هذا الزمان، وكذلك في كل زمان، فالخلاعات والتبرجات والتبختر والطرب في صالات الأعراس