في وصف الدنيا
  بأصوات مرتفعات هي طريقة أهل الترف والثراء وللأسف قد اختلط الحابل بالنابل فترى الكثير من هذا الصنف كان آباؤهم علماء يضرب بهم المثل في التقوى والدين ومكارم الأخلاق فاتجهوا إلى الدنيا وأقبلت عليهم فتخلوا عن القيم الدينية والمكارم الإنسانية فلا ترى أقل حياء من أولادهم وبناتهم في المجتمعات والأسواق ولا سبب ذلك إلا الترف، ومن الغنى يحصل التكبر والمباهاة والمفاخرة على الضعفاء والعون بالأموال لأعداء الدين الظالمين.
  ومن أعظم المصائب في هذا الزمان الجوالات المتطورة التي من خلالها يشاهدون فعل الفاحشة عياناً ويطلعون على أشياء لم يعهد أحد في بلائدنا لها بمثيل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه من الراجعون.
  فليحمد اللهَ الفقيرُ على فقره وقلة ذات يده، وليعلم أن حبل هذه الدنيا قصير وشرها كبير، وللفقراء برسول الله ÷ أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.
  غير أن الأمر كما قال #: (ومن فقر فيها حزن) هذه بلية الفقر، فالفقير حزين مهموم مغموم متضايق، عقله مشغول بنفقته ونفقة أولاده ولا يقتصر على ذلك، بل فكره يسرح إلى حالات الأغنياء من التنعم بالسيارات والبيوت المنظمة ومحلات التجارات وغير ذلك مما في أيديهم وقد تناسى نعمة الله عليه