فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

في وصف الدنيا

صفحة 116 - الجزء 1

  بالعافية والأمان والدين إن كان من أهل الدين، وتناسى ما وعد الله الصابرين في جنات النعيم.

  وما سبب فتنة الأغنياء وحزن الفقراء إلا قلة الدين وفقد اليقين وعدم النظر في عاقبة الأمور، فلو نظر الغني في عاقبة أمره ونهاية عمره لصغر ذلك في عينه وحقره بقلبه ونظر إليه قاضي حاجته إلى ما خلفه وصدق الوصي سلام الله عليه في قوله ذاماً للدنيا الفانية: (جيفة افتضحوا بأكلها) وفي قوله مصوراً حالات الغافلين عند الموت: (وَيَتَذَكَّرُ أَمْوَالًا جَمَعَهَا أَغْمَضَ فِي مَطَالِبِهَا وَأَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا وَمُشْتَبِهَاتِهَا ...) فيود أو قال: (وَيَتَمَنَّى أَنَّ الَّذِي كَانَ يَغْبِطُهُ بِهَا وَيَحْسُدُهُ عَلَيْهَا قَدْ حَازَهَا دُونَهُ).

  وكذلك الفقير لو نظر في عاقبة أمره نظر المستبصر لَحَمِدَ اللهَ ليلاً ونهاراً واسترَّ بما هو فيه غاية السرور كما قال في وصفهم أمير المؤمنين: (قد أنسوا بما استوحش منه المترفون)، فالله سبحانه وتعالى لا يجمع على عبده الصالح عسرين، ولو لم يكن من المسليات للفقير إلا خفة الحساب يوم القيامة وقلت التبعات يوم الطامة يوم {وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧}⁣[الفرقان]، {يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩}⁣[الشعراء]، لكفى بذلك مسلياً عن حطام الدنيا.

  وفي حديث رسول الله ÷: «من أصبح معافى في بدنه،