فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

من مشاهد القرآن الكريم

صفحة 130 - الجزء 1

  والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، فالسعيد والله من ظفر برضوان الله ففاز بالحضين معاً ربح حياته الدنيوية فاستعملها في طاعة الله ووصل إلى ما أعد الله لأوليائه في جنات النعيم.

  ثم وصف الله الجنة العالية بقوله تعالى: {فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ ١٢ فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ ١٣ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ ١٤ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ ١٦} فهذه بعض أوصاف الجنة فلا ترى إلا أعيناً جارية وأنهاراً مطردة، وكذلك قصوراً مبنية فكل شيء قد أعد لقدوم المتقين الذين بذلوا رخيصهم والغالي، آنيتهم من الذهب والفضة ولباسهم الحرير فلا يرون إلا المناظر البهية والوجوه المرضية، ويكرمون بزيارة الملائكة {وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ ٢٣ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ٢٤}⁣[الرعد].

  نعم، بداية الصورة الكريمة تشعر بالغضب على أعداء الله، ثم وصف الله المتقين والجنة بما ذكر، ثم ذكر أشياء من الدالة على قدرته البالغة تذكيراً بنعمه ø عليهم ولفتاً لأنظارهم العمياء كي يفيقوا من سكرة جهلهم ويخرجوا من حيرة ضلالاتهم فقال سبحانه: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧}⁣[الغاشية]، خلقت هذا الخلق البديع، والتركيب العجيب الذي تحار فيه العقول فهي لهم مذللة يقطعون عليها الفيافي والقفار، تبرك ليحمل على أظهرها ولوضع الأحمال الثقيلة عليها، فلو ركبت على غير هذا