فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

من مشاهد القرآن الكريم

صفحة 131 - الجزء 1

  التركيب لقلت فائدتها من ناحية الأحمال الثقيلة عليها وقل من يستطيع أن يمتطي أظهرها، فسبحان من خلق فسوى وقدّر فهدى.

  وكذلك ما جعل الله فيها من الفوائد من اللحم والجلود والوبر والحليب، وما جعل الله لأهلها فيها من الجمال قال تعالى: {وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ ٦}⁣[النحل]، وتملكها عند العرب من أعظم ما يسعدون به فبدأ الله بذكرها واستنكر عليهم كيف لا ينظرون في هذا الخلق البديع فيؤمنوا بخالقه وخالقهم ويشكروا بارئه ومبدعه ولكن لا جدوى فهم تائهون في حيرتهم غارقون في ظلم جهالاتهم، لا يفرقون بعقولهم بين ليل ولا نهار قد دنسوها باتباع الشهوات.

  ثم ذكر قدرته الباهرة من رفع السماء وما فيها من الآيات وكونها من أكبر المرئيات ثم أردف ذلك بالجبال الشاهقات وختم ذلك بالأرض المسطحة، فسبحان من وضع الأشياء في مواضعها وجعلها دليلاً واضحاً على قدرته الباهرة وصنعته البليغة، فهي ناطقة بوجود صانع حكيم وقادر عليم مباين لها في الذاتية كما قال الوصي #: (باينهم بصفته رباً كما باينوه بحدوثهم خلقاً).