من عجائب القرآن
من عجائب القرآن
  
  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
  قال الله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ ١٧ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ١٨}[النمل]، طلب نبي الله سليمان من الله ملكاً لم يعهد له أحد مثيلًا ولم يخطر ببال أحد من العقلاء ولم يكن في حسبان نبي الله سليمان # وإن كان قد طلب من الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده إنما أراد بذلك قوة هائلة في العتاد والعديد وأموالاً طائلة من الذهب والفضة، وإنما طلب ذلك من الله ليستعين بذلك على أعداء الله الكافرين؛ لتكون كلمة الله هي العليا لا للترفه والتلذذ، وإلا لما أجيبت دعوته #.
  فأعطاه الله هذا الملك العظيم وملّكه الله رقاب الجن والإنس والطير، ولكل صنف قادة وزعماء، وكما أن للإنس والجن محاورات وأجوبة وخطابات فكذلك الطير وسائر الهوام، ذكر الله الجن أولاً لتمكنهم من حمل الأثقال وقطع المسافات بسرعة فائقة وكونهم لا يُرون بالأبصار، ونبي الله مملك عليهم فقلوبهم ترجف خوفاً منه وله قدرة على تعذيبهم وزجرهم فهم منقادون لأمره يقربون له كل بعيد ويصنعون له عجائب المصنوعات.