فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

من عجائب القرآن

صفحة 134 - الجزء 1

  لندائها فلا وقت كاف للهروب، ولا قوة على المدافعة، ولا علم للجند بوجودكم حتى يتجنبوا قتلكم، والأجسام صغيرة لا تكاد ترى فأقرب نجاة اللجوء إلى المساكن.

  {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا} ومن حسن كلامها لما اشتمل عليه من السياسة الحكيمة والقيادة السليمة ومن التنزيه لنبي الله وجنده من الظلم، وأنه لا يفعل الجور والطغيان إلا الظلمة والمجرمون، وجيء بالجملة اسمية قوله: {وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ١٨} ليدل بذلك أنهم على ذلك مستمرون، وأن العدل وعدم الظلم صفة لهم ثابتة ومستمرة.

  {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا} مما سمع غير أن خشية الله له مصاحبة وشكر الله لا يفارق لسانه وجنانه فنادى ربه أن يوزعه شكر نعمائه عليه وعلى والديه، ومن أعظم نعم الله عليهم النبوة، وطلب من الله أن يوزعه نية وقوة يعمل بها الصالحات من الأعمال المرضية، وأن يدخله برحمته في عباده الصالحين تهضيماً لنفسه ~.

  فالقرآن كما قال الوصي #: (لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه) أو كما قال.

  ثم تأتي قصة بعد هذا عجيبة وكل القرآن عجائب وغرائب قال تعالى: {وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَالِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ ٢٠ لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي