[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]
  في هذين الرجلين فبعضهم قال: لصوص لا تركبوهما، وبعضهم قال: وجوههم تختلف عن وجوه اللصوص، وقيل: إنهم عرفوا الخضر وأركبوهما من غير أجرة، وعلى كل حال إنهما ركبا في السفينة فأقدم الخضر على لوحين كانا في مقدمة السفينة فضربها بفأسه وكسرهما، عند ذلك ضاق موسى بذلك ذرعاً ولم يملك نفسه ولسانه فكلم الخضر # قائلاً: {أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا ٧١} شيئاً عظيماً من الأمر لا يجوز السكوت عليه فالسبب في قتل الأنفس مشاركة في قتلها لا سيما إذا كان عمداً فأي عذر معك في ذلك فخاطبه الشيخ قائلاً: {أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا ٧٢} تذكر كليم الله بما كان قد وعد من نفسه فقدم العذر والاعتذار: {قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا ٧٣} السفينة بحاجة وقت لإصلاحها والشيخ الخضر # حريص على بذل المعاشر لموسى الكليم فاستنهضه قائلاً: مشيناً.
  قال تعالى: {فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ} وقد كان دخل على موسى بعض الشك مما رأى من خرق السفينة وما كان يترتب على ذلك الفعل لو وقع في وسط البحر غير أن الله سلَّم لما كانت السفينة واقفة، ولكن حصل ما هو أطم وأعظم فهناك هم بقتل وهنا قتل وإزهاق روح بريئة وهل بقي للشك مجال بعد هذه الطامة التي وقع فيها هذا الشخص من قتل نفس عمد عدوان،