فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نظرة في صورة العصر

صفحة 151 - الجزء 1

  وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ}⁣[المجادلة: ٢٢]، فلو كان أهل بيت الرحمة أعداء الدين وخارجين عن دين الله القويم لكان الله قد أغرانا بالقبيح تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  فإذا كانوا قرناء القرآن ومطهرين من الرجس والآثام فهم أهل الصدق الذين أمرنا الله بالكون معهم {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ ١١٩}⁣[التوبة]، فقوله تعالى {إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ} أراد بذلك آل محمد ومن على طريقتهم.

  ثم قال {وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ} أراد بذلك سبحانه وتعالى الواجبات من صلاة وصيام وحج وزكاة وشهادة ألا إله إلا الله وما يلحق بذلك فهذه داخلة دخولاً أولياً وغير ذلك مما أوجبه الله على المكلفين، غير أن هذه لا تكون واجبات على الحقيقة ومقبولة إلا إذا كانت صادرة من مكلف عقائده سليمة كما سلف وإلا كانت كقوس بلا وتر ورامي بلا حجر {قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤}⁣[الكهف].

  نعم، قدم الله من أسباب النجاة الإيمان لأنه أول الواجبات ولا تكون الواجبات مقبولة إلا به، ومن عمل الصالحات بزعمه وفي ظنه بدون عقيدة صحيحة فأعماله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، وكسراب بقيعة، وما أكثر هذا الصنف على وجه