وجوب العناية بالأهل والأولاد
  ليس بإهانة مطلقاً، وعلى كل حال ألا ترى ما أصاب الأنبياء من الفقر وكذلك بعض الصالحين ولكن الله يجعله عقوبة على من لم يرحم الفقراء ويحرمهم حقهم وكذلك من لم يحث على إطعامهم ويعاقب به من يأكل التراث، وهو الميراث ويحرم أرحامه، وعلة أخرى وهي حب المال وحب المال الشديد هو غاية حب الدنيا وحب الدنيا رأس كل خطيئة، فهذه الخصال هي السبب في الحرمان وما ماثلها من سيئات الأفعال.
  واعلم أيها الطالب لتوفيق الله والنجاة من عذابه أن الدعاء من أولياء الله ومن الضعفاء والمساكين سبب في كل خير وأنه بمنزلة الواسطة من المتمكنين فدعوة أحد الملهوفين قد تكون سبباً في صلاحك وصلاح أولادك وجالبة لرزقك ودافعة عنك أشد البلاء وفي الحديث القدسي خاطب الله نبيه موسى: «أعط الرزق من قعود قبل أن تطلبه من قيام فإنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ولكن ملائكة الرحمن ليختبرك الله فيما آتاك».
  نعم، من البلوى أن أكثر الفقراء يستثقلهم من قصدوه ليطلبوا منه شيئاً من الدنيا وهذه بلية على الأغنياء غير أن بلية الفقراء بالفقر أشد والثواب على المكاره هو الثواب العظيم قال أمير المؤمنين #: (ما من طاعة إلا في كره والخير عادة) وحط نفسك في محل الفقير والناس يحرمونك حين تمد يدك إليهم، نستغفر الله مما لزمنا من الذنوب بسبب الضعفاء والمساكين.