فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

التفكر وفضله

صفحة 19 - الجزء 1

  فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ١٠ فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ١١}⁣[الملك]، وقوله تعالى: {أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ٣٧}⁣[فاطر].

  فإذا أمعن النظر فيما ذكرت دعاه ذلك إلى عدة أمور:

  أ - شكر الله من صميم قلبه.

  ب - الاستغفار والتوبة النصوح من صميم فؤاده.

  ت - أنه لا يغتر بمدح المادحين، بل يسمج عند سماعه لعلمه ببعض معاصيه التي بارز الله بها وهو له ساتر.

  ث - المحبة الخالصة لله على ستره وعدم المعاجلة وإسبال نعمه عليه وقبوله لتوبته في أي وقت ندم ورجع.

  وتمامًا كما قال رسول الله ÷: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ...» الحديث. صدق الله العظيم القائل: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ٣٤}⁣[إبراهيم ٣٤].

  الثاني مما يتفكر الإنسان فيه: نعمة الله عليك أيها الإنسان بهدايتك إلى دينه القويم وصراطه المستقيم، أنت في مجتمع ومن أمة كثيرة العصيان، فهذا ضال في عقيدته معادي لأهل بيت نبيه، وذلك قاطع صلاة، وآخر سكران أو زان والعياذ بالله، وبعضهم عون للظالمين، وفيهم آكل الربا وعاق والديه وقاطع الرحم، وكم وكم إلى آخره.

  فعليك أن تمعن النظر في ذلك جيدًا وتحمد الله حمدًا بليغًا، وتعلم أنك ضعيف سهل الانقياد لهوى نفسك وللشيطان