فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

التفكر وفضله

صفحة 20 - الجزء 1

  الرجيم، فكم من خليل سوء نجاك الله من شره، صرف الله عنك الدنيا المضلة رحمة منه تعالى، كما قال ø: {۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ ٢٧}⁣[الشورى] {... إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧}⁣[العلق].

  فاحمد الله ليلًا ونهارًا وسرًّا وجهارًا، وقل في نفسك: كيف لو غطى الرين وأكلُ السحت على قلبي، وصرت في عداد من قال الله فيهم: {... إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا ٥٧}⁣[الكهف]، فاحمد الله على ذلك واشكره كذلك، ودع نفسك تسرح في ميادين التفكر، فإنك مهما فكرت في نعمة الله عليك بالهداية وأسباب الهداية علمت قطعًا أنك مقصر في شكر الله غاية التقصير، وعند ذلك سوف يعظم الخالق الرحيم في قلبك، وتعظم الحسرة في نفسك، وما ذلك إلا لقلة التفكر والغفلة عن هذه النعم وأمثالها، فتقول حينئذٍ: يا أسفاه على ما مضى، إلهي، من ألأم مني عبدًا، ومن أكرم منك ربًّا، أنعمت علي بعقلي وسمعي وبصري، ولم تكلفني إلا دون الطاقة، وجعلتني من أمة خير نبي، هديتني بالقرآن المهيمن على كل الكتب، فكم في هذا القرآن العظيم من الأحكام والمواعظ والقصص والعبر! شرح الله لنا في هذا القرآن الجنة بأوصاف مختلفة، فتارة يرغبنا بالأنهار والأشجار والأثمار، وتارة بالحور الحسان والخدم والتعظيم