وذوقه ومنافعه، وكون هذا منها مرغوبًا عند شخص دون آخر لنقص في جسمه، فالجسم هذا يطلب ذلك ويشتهيه بخلاف الآخر لوجود تلك الخواص في جسمه، فسبحان القادر العالم بمصالح العباد ومنافعهم!

  وكذلك اللحوم أنواع مختلفة المنافع، وأنواع الأعناب كذلك، والتمور بينها اختلاف في ألوانها وذوقها ومنافعها، فسبحان من برأها وأوجدها من العدم المحض.

  نعم، أهواء الناس مختلفة من أجل ذلك وقع الاختلاف في رغبات أصحاب البيع والشراء والمزارعين وأصحاب الحرف، فنرى الأغنياء من أهل البيع والشراء يقربون كل بعيد مما يحتاج إليه الناس في أوطانهم وينظرون إلى النواقص مما يحتاج إليه أهل البلد، فيطمعون في زيادة الأرباح، فهذا يبيع في المشتقات النفطية وآخر في قطع الغيار وذاك يفتح له بنشرًا، فترى الناس في الأسواق قد أتوا بما يحتاج إليه الناس. وكذلك المنتجات الزراعية تختلف باختلاف الجو والمناخ، فهذا البلد مثلًا تزرع الموز، بخلاف الآخر، وتلك البلد تزرع الأعناب وبلد آخر الْبن، فسبحان من أفعاله منوطة بالحكمة البالغة!

  فالنظر في هذه الأمور وما شابهها تزيد الإنسان بصيرة في معرفة خالقه الحكيم، وترسخ المحبة لمولاه الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.