نعم، من الخصال الحميدة والآراء السديدة والمكاسب المفيدة حسن الظن بالله وإظهار الافتقار إليه في كل أمورنا الدينية والدنيوية، ونعلم ونعتقد أنه لا غنى لنا عن مولانا وربنا وخالقنا طرفة عين، وكيف لا يكون ذلك وكل عِرْق فينا وعظم وعصب وعلقة دم تحتاج إلى عناية الله وحفظه، وإلا وقع الهلاك عند تفجر بعض العروق أو تجلط الدم أو توقف القلب وغير ذلك مما احتوى عليه جسم الإنسان، وكم حَفِظَنَا أرحم الراحمين من تسلط الحيات والعقارب وبعض هوام الأرض السامة، وكذلك السباع والوحوش المفترسة، كيف يكون حال الإنسان لو تسلط عليه ظالم من الظلمة أو فاجر من الفجرة في بيته وفي غير بيته على نفسه وأسرته وممتلكاته، مثلا يتسلط على سيارته بكسر الزجاج ووضع المسامير، وإذا أمكن وضع التراب في مكينتها أو سرقها أو أحرقها، وكذلك آلات زراعته إذا كان له زراعة من قطع الأشجار وقطع ليات السقي وخراب المكاين وكسر ألواح الطاقة وغير ذلك، أو تسلط عليه في بيته وعلى أسرته بإلقاء الحجارة في الليل لتخويفهم، وتارة بإلقاء الخرق الحارقة وكذلك إحراق حطبه وغير ذلك، وصدق أرحم الراحمين: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ٣٤}.

  فعليك أيها العاقل بإظهار الافتقار إلى ربك الكريم، وكم رأينا من أناس يتجرعون مرارة الهم من أذية بعض الفسقة الغافلين