فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة موجهة للمرشدين

صفحة 36 - الجزء 1

  حاله فقد حقر ما عظم الله؛ ولذا قيل: «واضع العلم عند غير أهله كمن يقلد الكلاب والخنازير الذهب والفضة» فاحذر أن تكون من هذا الصنف.

  نعم، وإدخالك السرور على المؤمنين وعلى الضعفاء والمساكين فلأن بعض المؤمنين كان يعاني في قريته المرّ وأَمَرَّ منه من بعض العصاة القساة، فلما استجابوا لداعي الله تحولت العداوة والقساوة إلى رفق وولاية، وصاروا يرحمون الضعيف ويعطونه، فأمن الناس على حرمهم وممتلكاتهم، ووُصِلت الأرحام بعد القطيعة، وتعاونوا بينهم على البر والتقوى، بعد أن كانوا مصرين على الظلم والعدوان، فهل هذا إلا عمل الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فالسعيد - والله - من أخذ بحظ وافر في هذه الطريقة، وتخلق بهذه الخليقة، {ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٢١}.

  وأما نعمة الله على الطالب فليحمد الله على توفيقه وتسديده بأن هداه لطلب العلم الشريف، وعلى كل أهل مدرسة كذلك أن يشكروا الله شكرًا بليغًا، وأن لا يحقروا هذه النعمة الجليلة، {وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ ٣٢}.

  بعض الطلبة يحصل له يأس ويتحطم ويتعقد من طلب العلم ومن المذاكرة والتدرس لمعاشره، إما لعدم الحفظ، أو لقلة ذات اليد، أو لحاجة الزوجة وليس في يده حيلة، أو لحاجته إلى بيت، أو غير