فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة موجهة للمرشدين

صفحة 37 - الجزء 1

  ذلك من عدم الحفظ ونحوه، فعلى الطالب عندما يواجه مشكلة من هذه المشاكل أن يعلم أولًا أنه بطلب العلم وبحضوره إلى مجلس من مجالس العلم قد أرضى خالقه ولبى طلب مولاه، فطلبة العلم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، كما ورد في حديث قدسي.

  فإذا كانت مشكلته من عدم الفهم فما عليه إلا ذلك، والفهم رزق من الله، والرزق رزقان: رزق يعينك على طاعة الله إذا كان لك عقل راجح، ورزق يوقعك في الهلكة إذا انجريت لهواك وللشيطان الرجيم، فعليك أن تردد على لسانك: {فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا ١٩}، فكم من ذكي يفقه ويحفظ العلم كشرب الماء وقد تحول من طالب مؤمن إلى شيطان رجيم بسبب الذكاء، وبعد أن كان وليًّا لله تحول إلى حرب لله ولرسوله وللمؤمنين، فعليك أن تفهم هذه السلبيات جيدًا كي تهون عليك بليتك.

  وإن كان ذلك من ناحية قلة ذات اليد فاعلم أن الفقر حليف الأنبياء والعلماء والصالحين، فلا تلقى أحدًا منهم إلا وقد عانى من ذلك في أول عمره وفي بداية أمره، فلا يأتي أحدَهم الفرجُ إلا بعد الامتحان الشديد؛ حكمة من اللطيف الخبير ورحمة ممن يعلم السر وأخفى، ألا ترى ما أخبرنا ربنا في شأن الغلامين اليتيمين، قال ø: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ} فسبحان من أحاط بكل شيء علمًا.