التحذير من التفرقة وغيرها
  فما أربح تجارة المصلحين فقد حازوا الخير الكثير إذا كانوا أتقياء مؤمنين، فكم من قضية واحدة تلبث عشرات السنين وأهلها في عناء وشدة، نسأل الله السلامة من نشب الدنيا والآخرة إنه على ما يشاء قدير.
  فلا تكاد ترى قرية فيها مشاكل وخصومات إلا وقد غلب على أهلها الهم والغم، وكذلك الفقر قد عم أغلبهم؛ لأن التفرقة والمشاكل قد أنستهم التقوى، فلا راحة في قلوبهم ولا أرزاق تتوفر لديهم، قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ ٢٨}[الرعد]، {وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٩٦}[الأعراف].
  نعم، المصائب التي تحل بالناس سببها الجهل المصيطر على كثير من الناس، ومن أجل ذلك قال المصطفى ÷: «عالم أفضل من ألف عابد، العالم يستنقذ عباد الله من الضلال إلى الهدى، والعابد يوشك أن يقدح الشك في قلبه فإذا هو في وادي الهلكات».
  فما بالك أيها المؤمن إذا كان معظم أهل القرى غير علماء ولا عبّاد، كيف يكون حالهم، وهذه الأمور من الهم والغم والفرقة وقطيعة الأرحام التي تحصل مع الفرقة وغير ذلك سببها الجهل.
  وهناك تفرقة أخرى أشبه بالسم الناقع ألا وهي الفرقة التي