التحذير من التفرقة وغيرها
  تقع بين طلبة العلم الشريف، فمتى وقعت هذه الفرقة وصاروا فريقين كل فريق يطعن على الفريق الآخر، وسواء كانوا في مسجد أو في مدرسة فاعلم أن المصيبة العظمى قد حلت بهم، وستنزلهم شر دار، فكل واحد من الفريقين يزكي فريقه والله يقول: {فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ٣٢}[النجم ٣٢].
  وقد كادت الفرقة والاختلاف في الآراء تعم جميع مدارس العلم إلا من عصم الله ومن خلالها يدخل الشيطان بين الطلبة يسهل عليهم موارد المعاصي من الغيبة والنميمة والاستخفاف والشماتة، فهذا الطالب يشمئز إذا رأى الطالب الآخر، وهذا يعتزل الصلاة خلف الآخر، ويفرح بالكلام في عرضه من الآخرين، فهل يبقى مع هذه الأمور روحانية أو دين؟! وهل يتبارك أو يزكو علم في قلب من هذا حاله؟!
  يا أخي الطالب، أنت تطلب بالعلم رضا رب العالمين كي تنجو من عذاب الله الأليم وتفوز بجنات النعيم فحاسب نفسك لنفسك فغيرها من الأنفس لها حسيب غيرك، كما قال الوصي #.
  واعلم أيها الطالب للهداية والعلم أن التفرقة تقع في بداية الأمر بين طالِبَين أو بين شَيْخَين ثم تتفرع من الاثنين إلى أربعة حتى تقع بين جميع الطلبة أو أكثرهم ثم تخرج من بين طلبة تلك المدرسة إلى أصدقائهم وتصل إلى أعدائهم فعند ذلك يعظم كلمها ويصعب حلها ويحتار في تلافيها العلماء والحكماء.