فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

بحث حول الخوف

صفحة 83 - الجزء 1

بحث حول الخوف

  

  اعلم أن الخوف يتفاوت وله حدود يتردد بينها: أعلاه ما دون القنوط، وأدناه ما لولاه لما أدى المكلف معه الأركان.

  ومن أحمد الخوف وأشرفه ما مدح الله به أولياءه في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠}⁣[المؤمنون]، فصلاتهم مشوبة بالخوف قبل الدخول فيها وفي حالها وبعد انقضائها، أما قبلها فيبادرون بها هروباً وخوفاً من اسم النفاق، وفي أدائها لقوله تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢}⁣[المؤمنون].

  فتراهم يهتمون بالقراءة فيها وإتمام الركوع والسجود والسكون، وأما بعدها فخوفاً من عدم القبول ومن المحبطات وكذلك بقية الواجبات يزكون وهم خائفون، ويصومون ويحجون وهم كذلك، يبرون والديهم وهم يعترفون بالتقصير.

  قال أمير المؤمنين #: (براهم الخوف بري القداح)، وقال #: (قلوبهم قرحة وإن ضحكوا) وقال: (يحسبهم القوم مرضى وما بالقوم من مرض، ولقد خالطهم أمر عظيم).

  نعم، الخوف مطلوب شرعاً قال تعالى: {وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ١٧٥}⁣[آل عمران]، ألا ترى أيها الطالب للنجاة إلى مكانة الخوف أين بلغت بصاحبها قال تعالى: {وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ