نبذة من نعيم أهل الجنة
  من الحرير الناعم، وأثثت بأثاث لم يطرق سمعًا وصفه، وتماما كما قال رسول الله ÷: «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، فلا يشاهدون منظرًا إلا قالوا: سبحانك اللهم، متعجبين مما شاهدوا ورأوا مما يدهش الألباب قصورًا من ذهب مبنية ونقشها من الفضة، وقصورًا من فضة ونقشها من الذهب، الأشجار مغروسة على حافة الأنهار بين كثبان المسك تضيء لهم أنوار قصور المتحابين في الله كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، {هُمۡ وَأَزۡوَٰجُهُمۡ فِي ظِلَٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ مُتَّكِـُٔونَ ٥٦ لَهُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ٥٧}[يس].
  فلا يسترّ أحدٌ بنعمة من أولياء الله في الجنة إلا تذكر دوامها أبدًا، والتنعم والتلذذ والسرور بها سرمدًا، جمال في وجه كل واحد منهم يسر الناظرين، في غاية الشباب وفي منتهاه، وكل منظر في الجنة يملأ القلب راحة وسرورًا، فلا يوجد منظر واحد ينغص لذة أحد من المتقين لحظة واحدة على مدى ملايين بل مليارات السنين كما قال أحكم الحاكمين وأقدر القادرين: {وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ ١٠٢}[الأنبياء ١٠٢]، تحولت أطعمتهم وأشربتهم إلى روائح أطيب من المسك، فلا بول ولا غائط ولا مخاط ولا حيض من النساء ولا شيء من المؤذيات، {لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا تَأۡثِيمًا ٢٥ إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا ٢٦}[الواقعة]، فلا كلمة واحدة تمجها الأسماع أو تنفر منها الطباع، بل يتلذذون بالكلام كما يتلذذ الصائم عند فطره