فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من عذاب أهل النار

صفحة 94 - الجزء 1

  الأرواح، فسكرات الموت تغشاهم والملائكة يهددونهم قائلين: {أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ}.

  ومن أهوال المحشر الشديدة أعاذنا الله وجميع المؤمنين والمؤمنات من ذلك: {وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ٤٩} فمن أجل إصرارهم على المعاصي وتماديهم في غيهم شاهدوا ما عملوا حاضرًا، ولا يبعد أن يكون ذلك صوتًا وصورة، فذلك أدعى لهتك أستارهم، لا سيما مع توارد الحجج الشاهدة عليهم والناطقة بجرائمهم، {حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٠} {ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٦٥}، فأسماعهم تشهد بما سمعت من الحجج البينات في الدنيا، وبما استمع بها صاحبها للمنكرات، أعاذنا الله من ذلك، آمين.

  وأبصارهم تشهد بما نظرت إليه من المنكرات، وبما رأته من الفروج المحرمات، وقالوا: {يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ} {وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ ٢١} قال أمير المؤمنين: (سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها) {۞يَوۡمَ تَأۡتِي كُلُّ نَفۡسٖ تُجَٰدِلُ عَن نَّفۡسِهَا}.