الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(نجاسة بول الصبي والصبية)

صفحة 128 - الجزء 1

(نجاسة بول الصبي والصبية)

  قال الشوكاني: «قوله: ودخل في ذلك بول الصبي والصبية أقول: لا ريب أن هذا الدخول هو دخول بعض أفراد العام تحت ما يقتضي العموم». اهـ كلامه.

  أقول: قد غلطتم يا شوكاني وخَلّطتم؛ لأن البول جنس يندرج فيه كل بول قليلاً كان أو كثيراً كالدم فكل شيء منه يسمى دماً وليس بعام اصطلاحاً.

  أما العام فهو كما حققه سيف الدين الآمدي: (اللفظ الدال على مسَميين فصاعداً مطلقاً معاً) فلا يطلق على واحد ولا اثنين إلا مجازاً نحو: (رجال) لا يطلق إلا على ثلاثة فما فوق.

  وأزيدك وضوحاً: فاسم الجنس يطلق على القليل والكثير بلفظ واحد، بخلاف العام فأنت تقول: (رجال) لثلاثة فما فوق، وإذا أردت كل ما يصلح له قلت: (كلهم أو جميعهم).

  فبول ودم اسم جنس جمعي؛ لأنه لا يفرق بينه وبين واحده بالتاء كتمر وتمرة وحب وحبة، لأن هذا إفرادي.

  أما العام كرجال ونبال وحبال فلا يطلق إلا على ثلاثة فما فوق، فالذي قاله الشوكاني غلط واضح دل على عدم معرفته بالفرق بين العام واسم الجنس.

  ثم قال: «فهو عرضة للتخصيص فإذا ورد الخاص وجب بناء العام على الخاص ولا يصار إلى التأويل .... فالتأويل فرع التعارض الذي لا يمكن معه الجمع إلا به». اهـ كلامه.

  أقول: قوله: «ولا يصار إلى التأويل ... الذي لا يمكن معه الجمع إلا به» اهـ. كلام يُلحق بالمهمل مع أنه إن كان هناك تأويل مقبول يمكن معه الجمع بين الأدلة فالجمع أولى ما أمكن.