الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

وجوب التأذين بحي على خير العمل

صفحة 252 - الجزء 1

  عبد الله بن عمر ... إلخ.

  والجواب: أن هنا الميل الشديد والتعصب النهائي حيث لم يعدّ المحدثين إلا أهل الصحاح ومن وافقهم في ترك حي على خير العمل، فجعل غيرهم لا شيء تضليلاً وتلبيساً {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون}⁣[آل عمران: ٧١] مع أني لم أجد الرواية في البخاري فقوله: وقد روى المحدثون بالتعميم تدليس. قال مقبل: إلا ما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يأمر مؤذنه أحياناً أن يقول: حي على خير العمل، والجواب: أن هذا وإن لم يكن مرفوعاً فإنه يؤكد الرواية في رفعه؛ لأن عبد الله بن عمر لم يكن عند أسلاف مقبل ممن يعدل عن السنة إلى الرأي، بل كان معروفاً بشدة الاقتداء برسول الله كما تفيده روايات القوم، وهذا من تمسكه بالسنة وعدوله عن رأي أبيه. إلى آخر كلامه | من ص ٥٠٥ إلى ص ٥١٠٥. اهـ المراد.

  ثم قال الشوكاني: «والإنصاف أن يقال: إنها إذا وردت من وجه صحيح مرفوع إلى النبي ÷ كانت واجبة القبول» اهـ كلامه.

  أقول: قد ثبتت (حي على خير العمل) من طرق صحيحة مرفوعة إلى النبي ÷ ففي «كتاب الأذان بحي على خير العمل» للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي العلوي | المتوفى سنة ٤٤٥ هـ قال في ص ٥٠ ما لفظه: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسين العَرْزمي إملاءً من حفظه، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن أبي دارم التميمي، حدثنا أبوعمران موسى بن هارون بن عبد الله الحَمَّال، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي محذورة قال: كنت غلاماً صيّتاً فأذنت بين يدي رسول الله ÷ لصلاة الفجر، فلما انتهيت إلى: حي على الفلاح قال النبي ÷: «ألحق فيها: حي على خير العمل». اهـ المراد.

  ثم روى بإسناده إلى أبي محذورة أنه قال: أمرني رسول الله أن أقول في الأذان: حي على خير العمل. اهـ.