(وجوب النية)
  وفي «المغني» ج ١ ص ١٥، في خلال حديثه عن النية ما لفظه:
  مسألة: قال وينوي بها المكتوبة بعد التكبيرة.
  ولا نعلم خلافاً بين الأمة في وجوب النية، وأن الصلاة لا تنعقد إلا بها، والأصل قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البيِّنة: ٥] والإخلاص عمل القلب وهو النية وإرادة الله وحده دون غيره، وقوله ÷: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، ومعنى النية: القصد ومحلها القلب، وإن لَفَظَ بما نواه كان تأكيداً. اهـ المراد.
  انظر بعقلك: كم بين العلم والجهل؟! وكم بين الثريد والسويق؟!
  وقال الشوكاني في آخر بحثه: «والإخلاص غير النية فلا يكون الحديث دليلاً على كون النية شرطاً أو واجباً! وفي هذا عندي إشكال! لأن النية في اللغة ليست الإخلاص! ولم يتقرر ثبوت حقيقة شرعية ان النية هي الإخلاص! فحينئذٍ إن كان لفظ النية مشتركاً بين الإرادة والإخلاص! أو مجازاً في الإخلاص كان لما زعمه ذلك البعض وجه!» اهـ كلامه.
  أقول: كلامه هذا كما قيل: (ذي في المقبرة من ذي في السمسرة).
  يدّعي أن الإخلاص غير النية! ومن أين له أنه غير النية؟!
  ويدّعي أن النية في اللغة ليست هي الإخلاص!
  ولا ثبتت حقيقة شرعية أن النية هي الإخلاص! اهـ.
  أقول: أولاً: في «القاموس المحيط» ما لفظه: نَوَاه: قَصَدَه واعتقده(١) اهـ.
  وهل وراء القصد والاعتقاد شيء زائد حتى يرضاه الشوكاني، ويقر بأن مطلوب الشرع
(١) قال القاضي العلامة جعفر بن عبد السلام: وإخلاص العبادة هو النية بدليل أنه لا يجوز إثباتها بأحد اللفظين ونفيها بالآخر فلا يجوز أن يقال: أخلصت هذا الفعل لله وحده وما نويت به عبادته ولا أن يقول: نويت به عبادة الله وحده وما أخلصت له فثبت أن معناهما واحد. اهـ ص ١٥ من «نكت العبادات».