الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

آمين

صفحة 313 - الجزء 1

  بالإنصات في مقام الشرط عام فيخصص بالتأمين، كما هو شأن ما كان كذلك، وهذا مما لا يلتبس على عارف» اهـ كلامه.

  أقول: نعم بل هذا مما لا يقول به عارف؛ لأن قلب الحقائق الأصولية وبذل الجهد في دعم الباطل يذهب جفاءً، نعم التقييد بالشرط تخصيص، وتقييد؛ لوقوعه على بعض التقادير.

  فإذا قال: (أنت طالق إن دخلت الدار) فقد قيد طلاقها في حالة مخصوصة وهي حالة الدخول، ولو لم يقل: (إن دخلت الدار) لكانت طالقاً على كل تقدير، وهذا من الشوكاني جهل، وإذ قد دحضنا دعوى عمومه، فحجته داحضة، وثبت ما رواه آل بيت رسول الله ÷، وقد أشبعنا المقام في «كشف النقاب» فليؤخذ من ثَمَّ⁣(⁣١).

  هذا وقد قال الشوكاني في أثناء تعليقه: «وأما القدح في وائل بن حجر فمدفوع بما


(١) روايات التأمين في الصلاة أعلها الدارقطني في كتاب «العلل الكبرى» ج ٢ ص ١٨٥، وقد ضعفها ابن القطان وطعن فيها في كتابه «بيان الوهم والإيهام»، إضافة إلى أن روايات التأمين متعارضة يناقض بعضها بعضاً، فمرة يقول: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا» ومرة يقول: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ... إلخ» ومرة يقول: «إذا قال الإمام: {وَلاَ الضَّالِّين} فقولوا: آمين» على أن الراوي لجميع ذلك أبو هريرة وهو متهم عند أهل البيت $، وأيضاً قد يكون سمع ذلك من كعب الأحبار فظنه من رسول الله فنسبه مباشرة لرسول الله، يؤيد هذا أن آمين كما قال شيخنا في «كشف النقاب» كلمة عبرانية وليست عربية، فلهذا يترجح أن أحاديث التأمين إسرائيلية، هذا وقد ضعّف الألباني في «سلسلته الصحيحة» ج ١ ص ٧٥٤ حديث أبي هريرة (كان رسول الله إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: آمين) قال الدارقطني: إسناده حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. اهـ

قال الألباني: قلت: وهذا عجب منهم جميعاً لاسيما الذهبي فإنه نفسه أورد إسحاق بن إبراهيم هذا في «الضعفاء» وقال: كذبه محمد بن عوف، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن حجر في التقريب: يهم كثيراً، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب، ثم هو ليس من رجال الشيخين كما زعم الذهبي تبعاً للحاكم، وعبد الله بن سالم هو الأشعري الوحاظي الحمصي ولم يخرج له مسلم. اهـ المراد.

أما حديث أبي هريرة الذي رواه بشر بن رافع (كان رسول الله إذا تلا {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين} قال آمين حتى يسمع من يليه في الصف الأول) قال الألباني: هذا إسناد ضعيف بيّنه البوصيري في الزوائد ج ١ ص ١٥٦ بقوله: هذا إسناد ضعيف أبو عبد الله لا يعرف حاله وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات، وقال الحافظ في التقريب: بشر بن رافع فقيه ضعيف الحديث ... إلخ. اهـ المراد.