الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

آمين

صفحة 315 - الجزء 1

  بحديث: «صلوا خلف كل برٍ وفاجر، وجاهدوا مع كل برٍ وفاجر» وهي أحاديث قد بين أهل الشأن ما فيها من ضعف وانقطاع، والظاهر - والله أعلم - أنها من نسج بني أمية إذ أمراؤهم أكثرهم فسقة، كما قال ابن الأمير في حاشيته على (ضوء النهار) المسماة (منحة الغفار) في أول الجزء الثاني في بحث (الإمامة): إن الأمر بعد قتل الوصي تولاه الفسقة. اهـ.

  نعم: فوضعوا هذه الأحاديث وأمثالها ليصلي الناس خلف الأمير الذي يشرب الخمر وهو الوليد بن عقبة ويقول: (وأزيدكم)!، ويصلوا خلف قاتل الحسين ويجاهدوا معه ضد الحسين، ويصلوا خلف القضاة الذين أخذوا ولايتهم من أئمة الجَوْر والظلم ويقبلوا أحكامهم وفتاواهم، فكيف نقدِّم فاسق الجارحة لأهم شعيرة من شعائر الإسلام لا سيما مع قوله ÷: «لا يؤمنكم ذو جرأة في دينه»⁣(⁣١)، و «إن سركم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم»، رواهما ابن بهران في (تخريج أحاديث البحر).

  وفي (المغني) لابن قدامة ج ١، ص ٤٥١ ما لفظه: عن جابر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا تؤمن امرأة رجلاً ولا فاجر مؤمناً إلا أن يقهره سلطان أو يخاف سوطه أو سيفه»⁣(⁣٢) رواه ابن ماجة. اهـ.

  قال: وهو أخص ممن احتج بحديث: «صلوا خلف من قال: لا إله إلا الله» اهـ المراد.


(١) التجريد، الأحكام، الأمالي، وأمالي أبي طالب.

(٢) التجريد، والشفاء، وابن ماجة.