(مناقشة لحديث خير القرون قرني)
  المنازعين بما يقرون بصحته، ولا يستطيعون دفع حجته، فلا ضير في ذلك ... إلخ وإن كانت الرواية للاعتماد عليها والاستناد إليها، فأما عن هؤلاء الفاسقين المجاهرين وأمثالهم فحاشا وكلا وكلماتهم - أي أهل البيت - في ذلك ناطقة، ومؤلفاتهم على ذلك شاهدة متطابقة. اهـ المراد.
  ثم قال | ص ٢٣١ ما لفظه: وأما عن أهل التأويل الذين لم يقدموا إلا عن شبهة فقد اختلفت الأقاويل، وكثر في ذلك القال والقيل، والمعتمد الدليل، وقد مال كثير من المتأخرين إلى القبول، ومحل البحث في ذلك علم الأصول، ولكنهم لم يقصدوا بذلك هؤلاء المُتَجرّئين المتهتكين الذين قامت النصوص القاطعة على كونهم من الباغين المنافقين المارقين الداعين إلى النار وبئس القرار، وهذا الإمام المؤيد بالله والأمير الحسين @ وغيرهما جرحوا الزهري بمخالطة الجبابرة، ووائلاً بكتابة الأسرار، وجريراً باللحوق بالأشرار، وقيساً ببغض إمام الأبرار، وهما ممن يصرّح بقبول المتأولين ولكنهما لم يريدا من لا شبهة له كهؤلاء المضلين. اهـ المراد.
(مناقشة لحديث خير القرون قرني)
  ثم قال الشوكاني: «والحق عندي وعند كل منصف أن الرواية عن كل من ثبتت له الصحبة مقبولة معمول بها، وقد عدَّلهم رسول الله ÷ بقوله: «خير القرون قرني»(١)» اهـ كلامه.
(١) الحديث المذكور أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن عمران بن حصين أن النبي ÷ قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
وأخرجه أبو داود بلفظ قريب منه، وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وعائشة، وفي رجالهما: مسدد بن مرهد وهو بصري وأهل البصرة عثمانية وفي رجال الحديث الأول: عمرو بن عون سكن البصرة، وفي رجاله أيضاً أبو عوانة وضاح بن عبد الله الواسطي، قال أحمد بن حنبل: «يغلط كثيراً إذا حدث من حفظه»، ومثله ذكر أبو حاتم، وضعّفه ابن المديني عن قتادة، وهذا الحديث عن قتادة، وقال ابن معين: كان أميّاً يستعين بمن يكتب له، فيمكن أن يكون هذا من وضع الكاتب.
والخلاصة: أن رئيس الفئة الباغية وسائر الأمويين وضعوا مثل هذه الأحاديث المكذوبة على رسول الله ÷ ليضفوا على أنفسهم صبغة العدالة والتزكية وأنهم أصحاب رسول الله.