الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

من شروط وجوب صلاة الجمعة

صفحة 372 - الجزء 1

  وفي «السنن الكبرى» ج ٣ ص ١٧١ - ١٧٢: باب التشديد على من تخلف عن الجمعة من غير علة: روى بإسناده عن زيد بن سلّام أنه سمع أبا سلّام يقول: أخبرني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله ÷ يقول على أعواد المنبرة: «لينتهين أقوام عن وَدَعِهم الجمعة أو ليُطْبَعَنَّ على قلوبهم ثم ليكونُنَّ من الغافلين»، وختم الباب بحديث عن أبي الجعد الضمري قال: قال رسول الله ÷: «من ترك الجمعة ثلاث مرات طبع الله على قلبه». اهـ المراد.

  ومن «جمع الفوائد وأعذب الموارد» ج ١ ص ٢٥٧ مع حذف السند: [فضل صلاة الجمعة ووجوبها إلا لعذر، وغُسْلها وغير ذلك]: أبو هريرة «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قدم بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قدم بقرة، ومن راح الثالثة فكأنما قدم كبشاً أقرن، ومن راح في الرابعة فكأنما قدم دجاجة، ومن راح في الخامسة فكأنما قدم بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر» «للستة»⁣(⁣١) وفي رواية «فإذا جاء الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر».

  «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام» «لمسلم»، ومن مس الحصا فقد لغا. اهـ المراد.

  ثم أورد أحاديث وآثاراً عدة للترغيب في حضورها والترهيب من تركها من غير عذر، وفي غسل الجمعة والتطيّب لها ولبس النظيف، وعلى كلٍ ففضلها معلوم مشهور.

  وروي في يومها أنه أفضل يوم طلعت عليه الشمس، وسميت ليلتها بالغراء ويومها بالأزهر في لسان المصطفى ÷ في قوله: «أكثروا من الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر»، وحديث كثرة الذكر فيها، ورفع حكم الزوال عن يومها، وقراءة سورتي السجدة والإنسان في فجرها، وتلاوة الكهف في يومها، وفيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله حاجته وهو يصلي إلا أعطيها.


(١) أي رواه الستة.