الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(مناقشة لحديث خير القرون قرني)

صفحة 38 - الجزء 1

  ÷، ولا يخفى ما كان يفعل عقبة برسول ÷ أيام الدعوة بمكة، وابن الزبعرى الذي سخّر لسانه وشعره لهجو رسول الله ÷.

  ومنهم: أصحاب صحيفة مقاطعة محمد ÷ ومقاطعة سائر بني هاشم، ومنهم: الوليد وعتبة وشيبة الذين برز لهم حمزة بن عبد المطلب وعلي # وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وخير من برز وأنزل الله في الفريقين: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ ...} الآية [الحج: ١٩].

  وفي خبر علي نزل: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} إلى قوله: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحمِيد}⁣[الحج: ٢٤] ومَنْ حَكَمَ الله بهدايته إلى الطيب من القول وإلى الصراط المستقيم فلن يضل أبداً، وهذا معنى قوله ÷: «علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي»⁣(⁣١) أما المدينة فقد ضمت أعلام النفاق، وأنزل الله فيهم ما سار في الآفاق، من ذلك قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ ...} الآية [المنافقون: ٧] {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}⁣[المنافقون: ٨] والقائل هذا قد انخزل بثلث الجيش يوم أحد، وهو معدود في الصحابة، هؤلاء الذين خذلوا رسول الله ÷ في أُحُد، وأظهروا نفاقهم بَقُوا على نفاقهم، وبعد موت زعيمهم اندمجوا في الصحابة وكم من أمثال لهم وأشكال لهم، وبعد وفاة رسول الله ÷ اشتغل المسلمون بحرب مانعي تسليم الزكاة إلى أبي بكر ثم بالفتوحات وإقبال الدنيا عليهم، ولما قام أخو رسول الله ÷ نجم النفاق فمنهم ناكث ومنهم مارق ومنهم قاسط، ولو نظرت إلى رؤساء الفتوح لوجدت فيهم أعلام الفسق منهم: الوليد بن عقبة وهو من صبية النار، ومروان وهو فضض من لعنة الله كما قالت عائشة، وأمثالهم، هذه هي التركة التي فوجئ بها أمير المؤمنين ويعسوب المتقين فما كان معه إلا من لو كان في محله رسول الله ÷ لكانوا معه: خلاصة المهاجرين والأنصار الذين


(١) المستدرك، مجمع الزوائد، المعجم الأوسط، المعجم الصغير.