استحباب صوم يوم الغدير
  إقراره بهذا الوصف الرفيع، وبقوله: «يحب الله ورسوله، ويحب الله ورسوله»، وكأنه حب من نوع خاص.
  ثم تقليده الولاية - يوم خيبر - ويمشي خلف موكبه؛ إجلالا له، ثم كان ما كان مما يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، وقلع باب خيبر بيده، وتترَّس به، وفيه يقول الشاعر:
  يا قالع الباب الذي عن حمله ... عجزت أكفٌّ أربعون وأربعُ
  تتويجًا لإقامته مقام الجيش حين غزا رسول الله ÷ بكامل الجيش في غزوة تبوك وخلف عليًّا وحده بالمدينة، وقال له في ذلك المقام: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».
  بالله عليك من أنعل الخيل بأقحاف صناديد قريش؟ مَنْ أذل كبرياءها؟ من أطاح إبَاءَها؟ من أرغم منها المعاطس(١) وجعلها حديث المجالس؟
  من الذي كانت ضرباته أبكارًا: إن عارض قط، وإن قابل قَدَّ؟!
  من كشف الكرب عن رسول الله ÷ وعن المؤمنين يوم الأحزاب ورسول الله ÷ يهتف بهم ويقول: «من لعمرو وأنا ضمين له على الله بالجنة»؟ عدة مرات؟
  وعمرو قد اقتحم الخندق وهو يقول: ولقد بَحَحْتُ بجمعهم هل من مبارز؟
  وعلي يتردد بين يدي رسول الله، من اليمين إلى الشمال ويقول: أنا له يا رسول الله، عدة مرات.
  ثم يقول له المصطفى ÷: «إنه عمرو»! أي إنه الذي كان يُعْدَل بألف فارس.
  فيقول الوصي في شموخه وإبائه: (وأنا علي)، ثم يأذن له ويرفع يديه إلى السماء يستغيث الله ويستحفظه عليًّا، العبد الطائع في كل مقام، والنصير المشايع في كل مَضِيق؛ فيقول ÷: «اللهم إنك قد أخذت عبيدة بن الحارث في بدر، وحمزة في أحد فاحفظ لي عليًّا»، فما أشبه
(١) الأنُوف تمت شيخنا.