الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

استحباب صوم يوم الغدير

صفحة 76 - الجزء 2

  إقراره بهذا الوصف الرفيع، وبقوله: «يحب الله ورسوله، ويحب الله ورسوله»، وكأنه حب من نوع خاص.

  ثم تقليده الولاية - يوم خيبر - ويمشي خلف موكبه؛ إجلالا له، ثم كان ما كان مما يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، وقلع باب خيبر بيده، وتترَّس به، وفيه يقول الشاعر:

  يا قالع الباب الذي عن حمله ... عجزت أكفٌّ أربعون وأربعُ

  تتويجًا لإقامته مقام الجيش حين غزا رسول الله ÷ بكامل الجيش في غزوة تبوك وخلف عليًّا وحده بالمدينة، وقال له في ذلك المقام: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».

  بالله عليك من أنعل الخيل بأقحاف صناديد قريش؟ مَنْ أذل كبرياءها؟ من أطاح إبَاءَها؟ من أرغم منها المعاطس⁣(⁣١) وجعلها حديث المجالس؟

  من الذي كانت ضرباته أبكارًا: إن عارض قط، وإن قابل قَدَّ؟!

  من كشف الكرب عن رسول الله ÷ وعن المؤمنين يوم الأحزاب ورسول الله ÷ يهتف بهم ويقول: «من لعمرو وأنا ضمين له على الله بالجنة»؟ عدة مرات؟

  وعمرو قد اقتحم الخندق وهو يقول: ولقد بَحَحْتُ بجمعهم هل من مبارز؟

  وعلي يتردد بين يدي رسول الله، من اليمين إلى الشمال ويقول: أنا له يا رسول الله، عدة مرات.

  ثم يقول له المصطفى ÷: «إنه عمرو»! أي إنه الذي كان يُعْدَل بألف فارس.

  فيقول الوصي في شموخه وإبائه: (وأنا علي)، ثم يأذن له ويرفع يديه إلى السماء يستغيث الله ويستحفظه عليًّا، العبد الطائع في كل مقام، والنصير المشايع في كل مَضِيق؛ فيقول ÷: «اللهم إنك قد أخذت عبيدة بن الحارث في بدر، وحمزة في أحد فاحفظ لي عليًّا»، فما أشبه


(١) الأنُوف تمت شيخنا.