استحباب صوم يوم الغدير
  دعوة المصطفى ÷ وضراعته إلى الله في هذا الموقف العصيب بدعوة موسى # حين خذله بنو إسرائيل، فقال: {رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي}[المائدة: ٢٥]؛ فأمير المؤمنين # هارونه حقًّا، وإن جحد الجاحدون.
  ويقول: «برز الإيمان كله للشرك كله». ثم لم يشعروا إلا بتكبير علي #، فكبر المصطفى ÷ وكبر الناس؛ وقال ÷: «لضربة علي تعدل عمل أمتي يوم القيامة». ويصف بعض الشعراء الموقف فيقول:
  فإذا هم بفارس قرشي ... ترجف الأرض خيفة أن يطاها
  يا لها ضربة أتت من تقي ... لم يزن ثِقْل أجرها ثَقَلاها
  يا لها ضربة حوت مَكْرُمَاتٍ ... مَلأَ الخافقين رَجْعُ صَدَاها
  نعم: لم يُعْطَ علي # ما أعطي؛ لقرابة، ولا لصهارة، وإنما من سنة الله سبحانه أنه لا يضيع عمل عامل، وأن كل شيء عنده بمقدار.
  تتويجًا لطلوع علي # على منكبي المصطفى؛ لإسقاط الأصنام، وقد قال علي: (أحملك يا رسول الله)؟ فقال: «إنك لا تطيقني» فعلا منكبيه وقال #: (لو أردت أن أمسَّ النجومَ لمسستها)، وكان مَرْكبه خيرًا من مركب المصطفى؛ لأن المصطفى أفضل من البُراق وخير منه.
  نعم: لم يعط أخو رسول الله ما أعطي لقرابة ولا لصهارة، وإنما هي سنة الله التي لا تحويل لها ولا تبديل، وهي أنه لا يضيع عمل عامل.
  فصوم مثل هذا اليوم - أعني يوم غدير خم - اعترافٌ بجميل الله وشكر على نعمته، وهو صوم لله سبحانه على جميل أسداه ونعمة تفضل بها على الإسلام والمسلمين.
  وقد قدم رسول الله ÷ المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن هذا اليوم؟ فقالوا: هذا يوم أنجى الله فيه نبيه موسى ومن معه، وأهلك عدوه وعدونا. فلم