الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

استحباب صوم يوم الغدير

صفحة 78 - الجزء 2

  يقل: (هذه بدعة)! ولا قال: (لا حاجة إليه)!، وإنما أقرهم على أنها نعمة تستوجب الشكر، وأن الصوم وجه من أوجه الشكر، وقال: «نحن أحق بأخينا موسى»، ثم صامه وندب الناس إلى صومه.

  ثم قال: «وكذلك يوم مولده ÷، ويوم بعثته» اهـ كلامه.

  أقول: إليك ما في «الجرار» ج ٢/ ٨٣ ولفظه: وورد في صوم الإثنين على الخصوص ما أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي قتادة: أن النبي ÷ سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: «ذلك يوم ولدت فيه، وأنزل عليَّ فيه». اهـ كلامه من «جراره»!.

  ثم قال: «ولم يقنع المصنف بذكر استحباب الصيام في يم الغدير حتى ضم إليه استحباب هذه الصلاة التي يتحاشى المتدين أن يجري ذكرها على لسانه! فضلا عن أن يعمل بها، فضلا عن أن يدونها في كتب الهداية» اهـ كلامه.

  ثم قال بعد ذلك حاكيًا عن صاحب «الكافي» أن النبي صلاها كذلك: «وهذا كذب بحت، وصاحب «الكافي» ليس ممن يتجاسر على حكاية الموضوع والإرشاد للعمل به، وكذلك المصنف، ولكنهما ليسا من رجال هذا العلم!، ولا يعرفان صحيحه من باطلة!، بل يتفق عندهما وعند أمثالهما! ما هو موضوع، وهما معذوران من هذه الحيثية» اهـ كلامه.

  أقول: قد جاوز الشوكاني حد النصب في الشنآن، وتطاول على عترة سيد ولد عدنان، وأولغ في الزور والبهتان؛ فقد رماهم بالجهل في علم الحديث، وهذا شيء لا يحتاج إلى رد، فما كل ذم مقبولًا؛ فقد ذم بعض الخوارج أخا المصطفى ورموه بالكفر. قلتُ شعرا:

  قولا لقاضي شرعنا الشوكاني ... جاوزت حد النصب في الشنآن

  أسرفت في بغض الوصي وحزبه ... بغض الوصي بغض النبي العدناني

  والله لا إيمان يدخل قلبكم ... حتى تحبوهم بغير توان

  (لمحبتي) قال النبي محمد ... كشريطة لعقيدة الإيمان