الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

استحباب صوم يوم الغدير

صفحة 79 - الجزء 2

  وقل للشوكاني: من حفظ الإسلام في اليمن الميمون، والكتاب والسنة: هم الأئمة الأطهار أو أجداده؟! وأي راية رفعت له ولمن قبله؟! وفي أي تاريخ ذُكِروا؟! لا قوة إلا بالله! صدق الذي قال:

  ما سلم الله من بريته ... ولا نبي الهدى فكيف أنا

  قد قيل: إن الإله ذو ولد ... وسيد المرسلين قد كهنا

  وهل يتوقع من الشوكاني وأضرابه إلا مثل هذا القول. ثم إن الشوكاني أنكر رواية الإمام عن صاحب (الكافي) وادعى أنهم جاؤوا بشيء لا أصل له ولا وجود، وهو غالط؛ فالنقل عن صاحب (الكافي)⁣(⁣١) موجود في الجزء الثاني من حاشية شرح الأزهار عند قول الإمام المهدي فيما يندب صومه: «وعاشوراء» ج ٢ ص ٥٥ (أربعة أجزاء طبعة قديمة).

  ثم قال الشوكاني: «وما ذكره أبو مضر من أنه يستحب صوم يوم الغدير عند سائر العترة؛ فقد صان الله عترة نبيه عن الإجماع على ما ليس له أصل في الشريعة، ومن أحب أن يعرف مذاهبهم فعليه بمؤلفاتهم .... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: الصحيح ما ذكره أبو مضر من أنه يستحب صيام يوم الغدير عند سائر العترة وقد ورد استحباب صيامه عند العترة وغيرهم فقد روى الإمام المرشد بالله # في (الأماني الخميسية) ص ١٤٦، ما لفظه: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق الشروطي بقراءتي عليه قال: حدثني الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني الفقيه إملاء قال: حدثنا أحمد بن علي بن أحمد القمي، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدثنا الحسين بن زيد الزنادي عن صفوان بن يحيى، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد @ يقول: الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو الذي أكمل


(١) وروى ذلك أيضاً القاضي عبد الله بن زيد العنسي في (الإرشاد إلى نجاة العباد) ص ٤١٢، والفقيه عبد الله بن الحسن الدواري في (الديباج)