الكفاءة في النسب
  ولكنَّ نصفًا(١) لو سَبَبْتُ وسبَّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
  لأنه لا يريد أن يبيع عِرْضًا طاهرًا مصونًا بعِرْض مرقَّع.
  قال صاحب كتاب (الأغاني) ج ٢ ص ٥٥١ ما لفظه: أخبرني حبيب عن نصر المهلبي ... إلى آخر إسناده، قال: سبَّ رجل من قريش في أيام بني أمية بعض ولد الحسن بن علي @، فأغلظ له، وهو صامت، والناس يتعجبون من صبره عليه فلما أطال قال الحسني متمثلاً بقول ابن ميادة:
  أظنَّتْ سفاهاً من سفاهة رأيها ... أن اهجوَها لما هجتني محاربُ
  فلا وأبيها إنني بعشيرتي ... ونفسيَ عن ذاك المقام لراغبُ
  فقام القرشي خجلاً وما رد عليه جواباً. اهـ المراد.
  وأختم البحث بما في (المغني) في فقه الحنابلة ج ٩ ص ١٩٥ ولفظه: فصل: واختلفت الرواية عن أحمد؛ فروي عنه أن غير قريش من العرب لا يكافئها، وغير بني هاشم لا يكافئهم، وهذا قول عن بعض أصحاب الشافعي؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»؛ ولأن العرب فضلت على غيرهم برسول الله، وبنو هاشم أخص به من قريش. كذا قال عثمان، وجبير بن مطعم: إن إخواننا من بني هاشم لا ننكر فضلهم علينا؛ لمكانك الذي وضعك الله به منهم. اهـ المراد.
  فانظر كم بين السليم والمريض؟!.
(١) أي إنصافاً وعدلاً.