الخلوة الصحيحة توجب كامل المهر
  وإنما إلى خيالات وخيال، لا ينتج منها إلا وبال، كيف وقد نص الخليل بن أحمد، والفراء بقولهم: إن الإفضاء هو الخلوة، والفضاء هو المكان الخالي.
  ثم قال: «ولو كان الإفضاء مجرد الخلوة كما زعمه لم يكن لذكره في هذه الآية كثير فائدة» اهـ كلامه.
  أقول: هذا نوع من الخرص الذي تمجه الأسماع؛ لأن أمرًا قد فُعِلَ في الصدر الأول وعُمِلَ به لا يسمع فيه تشكيك؛ لأنه لا يَرِدُ إلا عمن لا يُحتجُّ به، ولا يُلتفت إليه، وأغرب من هذا قوله: «إن الخلوة تقع بين الرجل ومحارمه، وبين الرجل وبين الأجانب» اهـ كلامه.
  أقول: نعم، الخلوة بينه وبين محارمه مباحة وحلال؛ لآية النور، والخلوة بالأجانب إن أردتَ النساءَ فمَنْ أحل له هذا؟! وإن أردتَ الرجالَ فلا حكم لها.
  نعم: سأورد ما يبين لك غثاثة مقاله، وانحطاط نقاشه:
  أولاً: من (أصول الأحكام) للإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان ج ١ ص ٤٨١ ولفظه: خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «من كشف خمار امرأة أو نظر إليها وجب الصَّداق: دخل بها أو لم يدخل»، خبر: وعن النبي ÷ أنه قال: «من كشف عورة امرأة فقد وجب صَدَاقُها»(١)، خبر: وعن الأحنف بن قيس أن علياً # وعمر قالا: (إذا أغلق باباً وأرخى ستراً فالصداق لها كاملاً وعليها العدة)(٢)، خبر: وعن الحسن أنه قال: قضى المسلمون أنه إذا أغلق باباً وأرخى ستراً وجب المهر ووجبت العدة(٣)، خبر: وعن زرارة بن أبي أوفى قال: قضى الخلفاء الراشدون أن من أغلق باباً وأرخى ستراً فقد وجب عليه المهر ووجبت العدة(٤).
(١) التجريد، سنن البيهقي، أبو نعيم في المعرفة.
(٢) مصنف عبد الرزاق برقم (١٠٨٦٣)، مصنف ابن أبي شيبة، سنن البيهقي.
(٣) التجريد، مصنف ابن أبي شيبة.
(٤) مصنف عبد الرزاق برقم (١٠٨٧٤)، مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى للبيهقي.