الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(مس الفرجين لا ينقض الوضوء)

صفحة 91 - الجزء 1

  ثم قال الشوكاني: «بتلك الشبه الواهية» اهـ.

  هكذا يقول، وهو ينعى على آل البيت $ أنهم يُوهِّنون حجة الصحيح ويدفعونها بالباطل، ولك الحق - أيها القارئ - أن تراجع (الشفاء) وتنظر مَنْ هو المصاب بهذا الداء؟!، وأن المثل العربي: (رمتني بدائها وانسلت) قد حقَّ عليه، فلا أكثر من تثريبه بغير حق.

  ثم قال الشوكاني: «إذا استدل لمذهبه بفعل النبي ÷ قررّه وشد من عضده وبالغ في حجيته فإذا أورده الخصم عليه دفعه» اهـ كلامه.

  أقول: هذا من الجرح المجمل، الذي لا يُقبَل، ولا يجوز أن يُسجَّل، لأنه ناشئ عن حقد وبُغْضٍ لآل بيت رسول الله، وهو معروف عنه، فلا يستغرب ورود الشيء من معدنه.

  ورحم الله الإمام المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير، وكذا شيخ الإسلام الشهيد محمد بن صالح السماوي وغيرهما من علماء الإسلام الذين كشفوا عن تحامله على أهل البيت الكرام، وبيَّنوا نقولاته وإغاراته على كتب أهل العلم، وأنه حاطب ليل ومبتغي نَيْل.

  وكتب أهل البيت في الفقه معروفة مشهورة منها: (الأزهار، وشرحه، والبيان الشافي، والبحر الزخار، والأثمار، وشرح الأثمار، والانتصار، والأحكام، وشرح الأحكام لعلي بن بلال، واللمع في فقه أهل البيت، والتقرير على التحرير للأمير الحسين، والتذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة، والتجريد وشرحه، والتحرير وشرحه).

  وكتب أحاديثهم مشهورة منها: (مجموع الإمام زيد بن علي) المعروف بالمسند، و (أمالي أحمد بن عيسى، وشرح التجريد، وأمالي أبي طالب، والذكر لمحمد بن منصور المرادي الكوفي، و الجامع الكافي، والاعتصام، وأمالي المرشد بالله الخميسية والإثنينية، وأصول الأحكام، والشافي، وشفاء الأوام، وشمس الأخبار، والبساط، وأمالي المؤيد بالله، وكتب ومرويات الحافظ ابن عقدة، والعروة الوثقى في أدلة ذوي القربى).

  فلماذا لا يشير الشوكاني إلى موضوع مُعين في كتاب من كتبهم ليراه المطلع ويعلمَ صدق النقل؛ لأن الخصم لا يُصدَّق على خصمه، ولا تقبل شهادته لأنه يرمي بالباطل بغير برهان {قُلْ