(مس الفرجين لا ينقض الوضوء)
  هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}(١)، وهل هذا إلاَّ مِن بَهْت الأبرياء، ووصم الأتقياء.
  نعوذ بالله من سُبات العقل وقبح الزلل، وكأنه لم يبلغْه: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)(٢) فكيف بمعاداة آل النبي $؟!.
  وأما آل بيت رسول الله ÷ (في كتبهم) فيوردون حججهم وقولهم وقول خصمهم وحجته، ولا ينبزونه بشيء؛ لأنَّ لهم إرثاً من رسول الله، وهم أولى الناس بالتأسي به، وإن دَمَ وصيِّ رسول الله يجري في عروقهم ولو سمع أحدُهم مَن يذمّهم ويُجَهِّلهم لقال:
  وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الكريمِ ادِّخَارَهُ ... وأغفِرُ عَوْرَاءَ اللئيمِ تَكرُّما
  {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}(٣)، وهل يؤثِّر في أعراضهم النقية المحمدية العلوية، وعلومهم الصافية الندية، قولُ قالٍ، أو ينال في سموّ شرفهم أي مقال.
  وعليك - أيها المطلع - أن تُلقيَ نظرة في (الشفاء) أو غيره وهو يورد حجة الخصم وقوله، هل يناله بسوء أو تتغير لهجته أو تقبح نَغْمته؟! معاذ الله، لأنهم $ طيبون، والله تعالى يقول: {الطَّيِّبَاتُ(٤) لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(٥)، وفي صلب الموضوع الذي ضرب الشوكاني عنه صفحاً أورد لك من قال بقولهم من (البحر) ص (٩٢) في الجزء الأول: مسألة: علي وابن مسعود وعمار ثم البصري وربيعة وداود والثوري وأصحاب أبي حنيفة: مس الفرجين لا ينقض مطلقاً لقوله ÷: (بضعة منك)(٦) ولقول علي #: (ما أبالي .....) الخبر. اهـ المراد.
(١) سورة البقرة آية رقم (١١١).
(٢) ورد بعدة ألفاظ في: البخاري، ابن حبان، المعجم الكبير، مجمع الزوائد، مشكاة المصابيح، السلسلة الصحيحة.
(٣) سورة الفرقان الآية رقم (٦٣).
(٤) أي الطيبات من الكلمات والفعلات. تمت شيخنا.
(٥) سورة النور الآية رقم (٢٦).
(٦) سنن النسائي، مسند أحمد، مصنف ابن أبي شيبة، مصنف عبد الرزاق، السنن الكبرى، المعجم الكبير، سنن الدارقطني، صحيح ابن حبان، كنز العمال، نصب الراية، تلخيص الحبير، المسند الجامع، البدر المنير، شرح علل ابن أبي حاتم، فتح الباري لابن حجر، عون المعبود، تحفة الأحوذي، فيض القدير، عمدة القارئ، مشكاة المصابيح، شرح معاني الآثار، المبسوط، فتح القدير لابن الهمام، البحر الرائق في شرح كنز الدقائق، بداية المجتهد، التمهيد، المغني لابن قدامة، الشرح الكبير لابن قدامة، المحلى، سبل السلام، البحر الزخار، وابن الجارود، والطيالسي. =