(مس الفرجين لا ينقض الوضوء)
  وفي «الحجة على أهل المدينة» للإمام الحافظ محمد بن الحسن الشيباني ج ١ ص ٦٠، ٦١ ما لفظه: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه سئل عن ذلك - أي مس الذكر - فقال: «هل هو إلا بضعة من جسدك» فلم ير فيه وضوءاً.
  والذي لا اختلاف فيه عندنا أن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وعمران بن حصين ¤ لم يروا في مس الذكر وضوءاً، فأين هؤلاء من بسرة ابنة صفوان؟!
  قالوا: قد كان ابن عمر يقول ذلك، قيل لهم: إن ابن عمر كان رجلاً مشدداً في الوضوء والغسل، وقد ذكرتم عنه أنه كان ينضح الماء في عينيه إذا أجنب ولستم تأخذون بذلك من فعله، فهذا فيما يُرى شيءٌ مما يشدد به ابنُ عمر على نفسه. اهـ المراد.
  ثم روى الإمام الشيباني أحاديث فيما نحن بصده منها:
  أخبرنا أيوب بن عتبة قاضي اليمامة عن قيس بن طلق أن أباه حدثه أن رجلاً سأل رسول الله ÷ عن رجل مس ذكره أيتوضأ؟ قال: «هل هو إلا بضعة من جسدك».
  وأخبرنا إبراهيم بن محمد المديني قال: أخبرنا صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: «ليس في مس الذكر وضوء». اهـ المراد.
  ثم روى ثلاثة عشر أثراً ثم قال ما لفظه: فكيف نترك حديث هؤلاء كلهم واجتماعهم على هذا، على حديث بسرة(١) ابنة صفوان، امرأة ليس معها رجل، والنساء إلى الضعف ما هن في الرواية. اهـ المراد.
  وفي (سنن الدار قطني) الجزء الأول ص (١٣٩) أسنده إلى عمر عن عبيد بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي، وكان من أصحاب رسول الله ÷ - أن رجلاً قال: يا رسول الله إني احتككت في الصلاة، فأصابت يدي فرجي، فقال ÷: «وأنا أفعل ذلك». اهـ، ثم أورد الدار قطني حديث طلق بن علي الذي أسلفناه من طريقين. اهـ المراد.
(١) حديث بسرة رواه شرطي لمروان عن بسرة وهو مجهول.