النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة

صفحة 104 - الجزء 1

  وفيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ÷: «أريت الكوثر في الجنة، قلت منازلي ومنازل أهل بيتي».

  قال السيد العلامة الحسن بن علي السقاف في (شرح العقيدة الطحاوية): فائدة وهناك مناسبة في سورة الكوثر بين هذا النهر وبين عترته وأهل بيته، وهي أن الله تعالى قال في هذه السورة: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} وذلك أن بعض الكفار كان يقول: إن محمداً أبتر ليس له ولد ذكر، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} أي مبغضك الذي يقول في حقك هذا الكلام هو الأبتر الذي لا يذكره أحد.

  وقد ذكر الإمام الفخر الرازي في ذلك كلاماً جميلاً وهو قوله في تفسيره ٣٢/ ١٢٤ أن من معاني الكوثر في قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} أولاده، قالوا: لأن هذه السورة إنما أنزلت رداً على من عابه # بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا والنفس الزكية $ وأمثالهم انتهى.

  قال ابن خالويه في تفسيرها: كانت قريش والشانئون الرسول الله ÷ يقولون إن محمداً صنبور أي فرد لا ولد له، فإذا مات انقطع ذكره فأكذبهم الله تعالى وأعلمهم أن ذكر محمد مقرون بذكره إلى يوم القيامة، فإذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن محمداً رسول الله انتهى.