الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  ولله في البويصيري:
  إنما مثلوا صفاتك للناس ... كما مثل النجوم الماء
  انت مصباح كل فضل فما تصدر ... إلا عن ضوئك الأضواء
  لك ذات العلوم في عالم الغيب ... ومنها لآدم الأسماء
  لم تزل في ضمائر الكون تختار ... لك الأمهات والآباء
  ما مضت فترة من الرسل إلا ... بشرت قومها بك الأنبياء
  تباهي بك العصور وتسمو ... بك عليا ما بعدها علياء
  وبدا للوجود منك كريم ... من كريم آب كرماء
  نسب تحب العلا بجلاء ... أنت فيه اليتيمة العصماء
  ومحيا كالشمس منك مضيء ... أسفرت عنه ليلة غراء
  إلى أن يقول:
  كل وصف له ابتدأت به استوعب ... أخبار الفضل منه ابتداء
  سيد ضحكه التبسم والمشي ... الهوينا ونومه الإغفاء
  ما سوى خلقه النسيم ولا ... غير محياه الروضة الغناء
  رحمة كله وحزم وعزم ... ووقار وعصمة وحياء
  لا تحل البأساء منه عرى الصبر ... ولا تستخفه السراء
  كرمت نفسه فما يخطر السوء ... على قلبه ولا الفحشاء
  عظمت نعمة الإله عليه ... فاستقلت لذكره العظماء
  جهلت قومه عليه فأغضى ... وأخو الحلم دابه الإغضاء
  وسع العالمين حلماً وعلماً ... فهو بحر لم يعيه الإعياء