الباب الثاني في ذكر بعض صفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية وفي الكتب المنزلة الشريفة
  ولله القائل:
  تذكر مشتاق وأنى له الذكرى ... ولم يستطع للوجد صرفاً ولا نصرا
  أخو لوعة ما فارق الشوق قلبه ... ولا واصل السلوان يوماً ولا الصبرا
  وإن رام كتمان الصبابة عبرت ... عن الوجد والأشواق أجفانه العبري
  فقير يروم الوصل من أهل رامة ... ولم ينو أهل النيرين له هجرا
  محل إذا أقسمت أن ليس مثله ... على الأرض حسناً كنت في القسم البرا
  فأقسم بالله العظيم تيقناً ... لأنت الذي جاءت بمبعثه البشرى
  وأنت رسول الله تبعث رحمة ... إلى أمة تدعى محجلة غرا
  لك المرتقى الأعلى الذي عنه هيبة ... تأخر جبريل وحسبك ذا فخرا
  وليلاً من البيت الحرام بمكة ... إلى المسجد الأقصى بك الله قد أسرى
  وكنت على ظهر البراق معظماً ... إلى سدرة للمنتهى فاقت السدرا
  إلى أن قال:
  وحياك منه بالسلام ولم ينل ... سواك نبي هذه الليلة الغرا
  ومن ثم تخفيف الصلاة عن الورى ... وخمسين كانت تلزم العبد والحرا
  فما زلت في تخفيفها متردداً ... إليه فأبقى الفرض من ذلك العشرا
  وذلك عن رأي الكليم وإنها ... لساقطة فعلاً ومحسوبة أجرا
  وحين دجا ليل الضلالة حالكاً ... طلعت به بدراً وكنت له الفجرا
  عليك صلاة الله ثم سلامه ... سلام يعير المسك من نشره عطرا