الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية
  وكان إذا أراد الحاجة أبعد وتعوذ، ولم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض، ويستجمر بثلاث حصيات طاهرات ويتبعها الماء فإذا أتم حمد الله تعالى.
  روي أنه ÷ سابق على قدمه، وصارع، وخصف نعله بيده الشريفة، ورقع ثوبه، وقم بيته وحلب شاته، وخدم أهل بيته بنفسه الشريفة، وفي عمارة المسجد كان يعين العمال ويحمل اللبن ويقول: «اللهم لا خير إلا خير الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة» وربما جاع حتى شد الحجر والحجرين على بطنه، وأضاف وأضيف وضيف، واحتجم، وقبل الهدية، وكافاً عليها بأحسن منها.
  وكان إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وكان يُقبل من شاء من زوجاته وهو صائم، وكان أملك لإربه، وكان طويل الصمت قليل الضحك كثير التأمل والنظر، طويل الفكر.
  وكان فراشه نحواً مما يوضع للإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه، وخرج يوماً وعليه مرط مرحل من شعر.
  واغتسل يوماً من حمام الجحفة، وإذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل، وإذا خاف قوماً قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم».
  وإذا خرج من بيته قال: «بسم الله، التكلان على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله»، وحج ÷ على رحل قطيفة ثمنه أربعة دراهم فلما توجه قال: «اللهم حجة لا سمعة فيها ولا رياء».