النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 185 - الجزء 1

  وكانت قرة عينه في الصلاة، وكان أخف الناس صلاة في تمام، أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه، أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه، وكان إذا شهد جنازة أكثر الصمت، وأكثر حديث نفسه، أبغض الخلق لديه الكذب، وإذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة، وكان أصبر الناس على أوزار الناس، وكان ÷ يحتجم على هامته وبين كتفيه، واحتجم على وركه، وعلى ظهر قدميه، وفي الكاهل والأخدعين، وكان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته وحمد الله تعالى، كان يقول لخادمه: «ألك حاجة».

  لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة، ولا يكون في الذاكرين إلا كان أكثرهم ذكراً، يقوم من الليل أكثره حتى تتفطر قدماه، وهو سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وكان إذا صلى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه الشريف فقال: «هل فيكم مريض أعوده» فإن قالوا لا قال: «فهل فيكم جنازة أتبعها» فإن قالوا لا، قال: «من رأى منكم رؤيا يقصها علينا».

  باع ÷ واشترى، واستأجر، ورعى الغنم، ووكل وتوكل، واقترض برهن وبغير رهن، واستعار، واشترى بنقد ونسيئة، وضمن عن الله ø ضماناً خاصاً وعاماً كما قال عليه الصلاة والسلام: «من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة».