النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 190 - الجزء 1

  وأعظمهم منزلة، وأحسنهم مواساة ومؤازرة، لا يجلس إلا على ذكر الله تعالى، ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى، إذا فقد الرجل من أصحابه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره وإن كان مريضاً عاده، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه.

  إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحداً من أصحابه فتناول أذنه ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه، وإذا لم يحفظ اسم الرجل قال: يا ابن عبد الله، من سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول، ما سئل شيئاً قط فقال: لا، أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ، يأتيه جبريل # فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه كان ÷ أجود بالخير من الريح المرسلة.

  أرجح الناس عقلاً، وأصدقهم قولاً، وأحسنهم سمتاً، وأفصحهم لهجة، نصر بالرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه، وأوتي جوامع الكلم ونصر بالصبا، وأوتي مفاتيح خزائن الأرض (يعني بما فتح الله على أمته) شرح الله تعالى له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، ما انتصر من