النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الباب الثالث في ذكر بعض خصائصه وشمائله الخلقية والخلقية

صفحة 191 - الجزء 1

  مظلمةٍ ظُلمها قط، ما لم ينتهك من محارم الله شيء فإذا انتهك من محارم الله تعالى شيء كان من أشدهم في ذلك غضباً، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثماً.

  قد وسع الناس خُلقُهُ وحِلْمُهُ وكرمه وعدله وبسطه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق متقاربين متفاضلين فيه بالتقوى مجلسه مجلس حلم وعلم وحياء وصبر وأمانة وصدق ورحمة وذكر واستغفار، أجود الناس كفاً، وأشجعهم قلباً، صادق الوعد، وفي العهد، منجز الوعد صادق اللهجة، جميلاً وسيماً، طيباً مطيباً.

  قال أنس: ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله ÷، ولا شممت ريحاً قط أو عرفاً قط أطيب من ريح أو عرف النبي ÷، دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح فطره الله تعالى على كل ما هو فاضل وكامل وعظيم.

  جمع الله تعالى له الفضائل والمحامد والمكارم والمفاخر:

  وله فضائل لست أحصي عدها ... من رام عد الشهب لم تتعدد

  قال ÷: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

  حقاً يا سيدي يا رسول الله ÷ تسليماً كثيراً إنك متمم لمكارم الأخلاق للأولين والآخرين إلى يوم الدين، فمن اقتدى بك فقد فاز ونال خير الدنيا والآخرة، أشهد أن من أطاعك فقد أطاع الله تعالى، ومن عصاك فقد عصى الله تعالى، وإنك الرحمة المهداة للعالمين